مجدي يعقوب.. عندما تنمو البشرية!

مجدي يعقوب.. عندما تنمو البشرية!

“هو مجدي يعقوب هيدخل الجنة؟” يمكن أول حاجة هتيجي في بالك أما تشوف السؤال دة هو السخافة أو العنصرية أو المفاهيم المحدودة وإن دة كلام ما ينفعش يتقال، وبالرغم من إن دة حقيقي، لكن فيه جانب لا يمكن تجاهله أما تلاقي سؤال زي دة أصبح تريند وحديث الجميع، وهي ليه كل الناس مهتمين بمصير الراجل دة للدرجة السخيفة دي؟

الإجابة يمكن تبقى بسيطة، حتى لو كانت ما تبررش سوء السؤال، وهي إنك أما بتحب حد بتبقى عايز تهاديه بأغلى حاجة من وجهة نظرك، و”يعقوب” بقى بالأهمية والتقدير لناس كتير باختلاف ثقافتهم وتفكيرهم لدرجة إنهم عايزين يهدوه أهم حاجة بالنسبة لهم وهي الجنة.

فيه كلمات أصبحت مستهلكة تمامًا من كتر استخدامها في غير مكانها، لدرجة إنها فقدت معناها الأصلي وأصبحت بتطلع رد فعل عكسي لو قولتها لأي حد، زي “تفائل”، “استغل وقتك”، “ابدأ بنفسك”، “اشتغل بجدية”، من الأخر إنك تقولهم “تنمية بشرية”!

 

 

 

مجدي يعقوب بيقول إن أول الطريق كان النظرة الشاملة لكل شيء جميل حواليه، والتفكير دايمًا إن فيه كتير لسة ماحدش اكتشفه، وفيه ناس كتير محتاجة تساعدها، وبيكمل إن اللي حصل معاه كان اللي بيحصل مع أغلب الناس، أما تسافر يشككوا في قدراتك لأنك غريب، وأما ترجع يسألوك جاي من برة وعايز إيه؟ لكن المعادلة بتتوزن على طول بالوقت والإيمان والشغل، ودي حاجات أي حد بيشوفها بيحترمها وبيعتبر إن هنا فيه حاجة جديرة بتقديم المساعدة لها.

“التفاؤل في العمل” مصطلح خاص بـ”يعقوب” شاف بيه إنه مفتاح الاستمرار واكتشاف الجديد، ومهما كانت الأحداث والضغط من الأطراف التانية، بيقول إن اللي كان بيفكر فيه دايمًا: “أنا ممكن أصلح من نفسي، أنا ممكن أحاول أكتر”، بدل ما يفكر في أخطاء اللي حواليه.

في وثائقي إنجليزي وصفه الراوي بإنه “الجراح المصري الخجول إعلاميًا”، وأما عبرتله الإعلامية إسعاد يونس عن تقديرها وحب كل المصريين له قال بكل بساطة وتأكيد “الحاجات اللي عملتها ماكنتش فيها لوحدي”، وإن ضروري يكون فيه فريق عمل بيفكر زيك وبنفس مستواك عشان تطلع في الأخر فكرة مفيدة ومتطورة عن اللي قبلها.

لو سمعت الكلام من غير ما تعرف مين اللي قاله، احتمال تعتبره كلام إنشائي وتقليدي، بيتقال كل يوم في محاضرات وكتب تنمية المهارات الإنسانية والعملية، لكن أما تسمعه من نموذج ناجح، ويمكن الأنجح على الإطلاق، فأنت مضطر ترجع لأصل المفاهيم وأبسطها، وتعرف إن مفيش “كليشيه” جه من فراغ.

 

 

مجدي يعقوب الناس بتحبه وبتنبسط بظهوره على الشاشة أو في الإعلانات أكتر من أي فنان، وبيتبرعوا لمركز القلب بأسوان “عن طيب خاطر”، لأنه نموذج حقيقي جاي منهم، وبيرجع يقدملهم جزء من كل حاجة وصلها، بيحكوا عن انتصاراته والحكايات اللي بتتقال عن مقدار ذكاءه واجتهاده كأنها انتصاراتهم الشخصية، والأحلام اللي عايزين عقول أولادهم تتغذى بيها، حتى ثورتهم على دخوله الجنة من عدمه ورغم اللي فيه من تطاول، بس هي اهتمام بأيقونة مصيرها بقى قضية تمس كل واحد بشخصه.

16 نوفمبر عيد ميلاد مجدي يعقوب، اللي اتولد في 1935 في الشرقية، عشان يطلع منها يوري العالم إن البشرية ممكن تنمو فعلاً، ويبقى أنجح ظاهرة تنمية بشرية مصرية خالصة، ممكن ما يتكررش إنك تشوفها في حياتك تاني.