
بطل ليل خارجي: أنا أداة ونموذج لكل المحبطين
“الناس شايفة إني أنا سني متأخر، بالعكس أنا مش شايف كدة! أنا شايف إن ربنا ادهالي في الوقت ده عشان تبقى نموذج، كون إنه يبعتلي فرصة وجايزة ده حسسني إني أداة ونموذج لكل المحبطين”
السينما لها مقاييسها الشعبية والمعروفة لاختيار أبطالها، سواء الاختيار ده كان من المنتج اللي عايز النجاح الجماهيري، أو الجمهور اللي عايز يشوف صور مثالية.
مؤخرًا بدأت تظهر استثناءات تفرض نفسها بموهبتها وحضورها، وخرجت عن قالب الأدوار الثانوية والمساعدة، للصدارة وأدوار البطولة.
كان آخرهم شريف الدسوقي في فيلم ليل خارجي، اللي حاورناه في “بس في مصر” عشان نعرف كواليس التجربة.
رحلة شريف الدسوقي مع المسرح والسينما المستقلة وعروض الحكي اتكللت باتجاه كل الأنظار له بعد حصوله على جايزة أحسن ممثل عن فيلم ليل خارجي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة.
كانت اللحظة اللي وصفها شريف الدسوقي بطل فيلم ليل خارجي بإنها “رسالة لكل المحبطين واللي شايفين الدنيا عتمة” وإنها كانت لحظة انتصار “بعد أكتر من 25 سنة جلد وصبر “واختبارات وإحباط.
“كل واحد شاف نفسه في الفيلم”
بدأت رحلة شريف الدسوقي مع احمد عبدالله من سنة 2010 لما شافه في أول تجربة روائية طويلة له في فيلم “حاوي” ولفت نظره. فضل متابعه لحد بداية 2017 أما كلمه وعرض عليه الدور في فيلم ليل خارجي.
بيحكي شريف الدسوقي : “أنا من زمان أمنيتي أقرب المسافة بين الكبيرة بين الجمهور العادي وبين رواد السينما المستقلة والمتخصصين، وده لقيته جدًا في الفيلم.
وبالفعل ده ظهر في رد فعل الناس وهي طالعة من السينما وكلهم حابين الموضوع، من سن 17 سنة لحد بعد الخمسينات.
كانت بتتقال الجملة العظيمة إن كل واحد شاف نفسه في الفيلم”.
رحلة الـ22 يوم
جزء كبير من مذاكرة الفنان هو قدرته على تخزين وتدوين كل جملة كان نفسه يقولها أو وصف كامل لشخصية شافها قدامه، وده اللي عمله شريف الدسوقي على مر 25 سنة.
كانت أبرز مدوناته هي شخصية سواق التاكسي اللي كان محظوظ بمفارقة إنها تتعرض عليه وهو عنده مخزون كبير تجاهها.
تصوير فيلم ليل خارجي استغرق 22 يوم خلال 8 شهور. كان أصعبها على صاحب دور السواق أيام الحر وإن كل المشاهد بتتصور خارجي وفي مناطق شعبية، الشيء اللي كانت بيتطلب منه طاقة كبيرة للحفاظ على تركيزه خصوصًا وسط الناس.
“أنا اترشحت لبطوله فيلم ليل خارجي عشان هما عارفين إن منطقة الارتجال عندي قوية، فكنت برتجل للدور وبرتجل مع الجمهور اللي بيتلم وأنا ما خرجتش من الشخصية، لأني اتعاملت مع جمهور الشارع قبل كدة في عروض حكي غير تقليدية فكنت بلاقي حلول طول الوقت”.
“الدنيا هتتغير ليك يا شريف”
مؤشرات النجاح كانت واضحة لـ شريف الدسوقي ولأي حد بيشوف أداءه وقت تصوير الفيلم، حتى لو هو أخد وقت عشان يستوعب ده.
أول البوادر دي كان المخرج أحمدعبدالله اللي كان دايمًا بيقوله إن الدنيا هتتغير بعد ما الناس تشوفه “أنا كنت بفتكر بيقولي كدة بيشجعني لأني جاي من مرحلة الهواية فبيديني دفعة، لكنه كان شايف حاجة”.
على جانب تاني زارالمخرج يسري نصرالله التصوير ضمن عُرف عند السينمائيين إنهم يعزموا الأسماء الهامة في الوسط لمشاهدة التصوير، ومنح شريف الدسوقي شهادة عبر عن اعتزازه بيها لما قاله “إنت عامل حاجة مميزة وهتبقى صاعقة للناس”.
مش ليلة ساخنة
سألنا شريف الدسوقي عن التشابه الظاهر بين فيلم ليل خارجي وفيلم “ليلة ساخنة” للفنان نور الشريف والمخرج عاطف الطيب.
كان رده إن مفيش تشابه لا في الموضوع ولا الشخصية “موضوعنا مختلف تمامًا عنه، وأنا كنت واخد بالي.. الممثل اللي بيكون لسة ما اتشافش، طالما شايف موهبته بوعي بيبقى واخد باله إنه يحب العمل اللي قبله لكن من غير ما يتأثر بيه”.