
عشان المغامرة للجميع.. كفيفات فوق جبل وادي دجلة
اللي يخليك تحس إنك عشت تجربة فعلاً هو إنك تبقى دخلت جواها بكل حواسك وفكرك ومشاعرك، لمستها وشميتها وحسيتها، وأكتر المشاعر النبيلة هي إنك أما تخوض تجربة تضيفلك وتعيش لحظة تغير فيك، تفكر في اللي لسة ما عاشهاش واللي يمكن ما يعرفش يعيشها أبدًا.
فكرتين عبرت عنهم ريهام أبو بكر بالفعل مش بس بالكلام!
ليه الهايكينج يبقى بس للمبصرين؟ ليه المكفوفين ما يشوفوش هما كمان الجبل والصحرا بالطريقة والزاوية المناسبة ليهم؟! عشان كدة فكرت في تنظيم رحلة تساعدهم يشوفوا عالم مختلف عن العالم اللي متعودين عليه”، بتحكي “ريهام” عن بداية فكرتها واللي بالفعل بدأت في تنفيذها بالتواصل مع دار الأمل والنور للكفيفات في مدينة نصر وبتكمل
شرحت للمسؤولين في الدار الفكرة وتفاصيلها لحد ما اقتنعوا وحققت الفكرة بمساعدة 20 متطوعة كانوا موجودين لمساعدة البنات في الرحلة
يوم الخميس 4 أبريل الساعة تمانية الصبح كانت بداية الرحلة لمحمية وادي الدجلة، اشتركت فيها 14 بنت من الدار السكة تقريبًا أخدت نص ساعة، وطول الطريق كانوا بيهيصوا ويغنوا.
فاقد البصر ممكن يكون عمره ما عرف يعني إيه جبل أو رملة أو لون أو سما، عشان كدة “ريهام” استخدمت معاهم كل الوسائل اللي توصلهم الفكرة وتعيشهم التجربة بكل جوانبها، البنات كانوا بيملسوا كل حاجة حواليهم، ويشموا ريحتها، ويتخيلوا جزء جديد تمامًا من العالم عليهم.
أكبر دليل على نجاح التجربة هو إن المكان والوسائل دي بالفعل تثير فضول وشغف البنات بالفعل وتخلي واحدة منهم توصل لأعلى نقطة في المحمية بمساعدة اتنين من المتطوعات، عشان تثبت إن روح المغامرة والاستكشاف عمرها ما هتتوقف على النظر بس
في نهاية اليوم البنات ماكانوش عايزين ينزلوا من الأتوبيس زي ما “ريهام” بتحكي، وطلبوا منهم إن الرحلات دي تتكرر كتير وماتقفش بس عند اليوم ده.
وسط عالم بيزيد تعقيد كل يوم قررت “ريهام” مش بس في الشكل التقليدي للعمل الخيري، لكن خرجت تمامًا برة الصندوق، عشان تهدي مجموعة من البنات المكفوفات أفكار وألوان ومشاعر لأول مرة هتكون موجودة في إدراكهم، وتثبت إن عشان النور يكون مكانه في قلب الكفيف، لازم الأول يكون له مكان في عقل المبصر.
ريهام أبو بكر شغفها الأكبر الصحرا، ودراستها وشغلها هما “السياحة الجغرافية”، بدأت من رحلات “الهايكينج” أو رياضة المشي لمسافات طويلة واستكشاف مصر من منظور مختلف وهو الصحاري والمحميات الطبيعية والكهوف، وزي ما قناعتها بالشغف ده خلتها تأسس شركة “جيوترافيل” عشان تبقى مكان متخصص في عمل رحلات للنوع ده من السياحة، خليتها كمان تفكر إزاي تروح لاللي مش هيقدر يجيلها؟
وكانت الإجابة إنه بجانب “جيوترافيل” أسست “ريهام” مبادرة “رحالة للتنمية المستدامة” عشان توصل عن طريقها لكل فئة ما تقدرش على الرحلات دي أو ما تعرفش عنها، زي أبناء العشوائيات والمناطق النائية أو أصحاب الإعاقات والاحتياجات.