
بعد 22 سنة على بكار.. أبو كف رقيق وصغير فين دلوقتي؟
على مر السنين وثق الراديو والتلفزيون أصوات سواء كلام أو موسيقى أو أغاني نقدر نقول عليها إنها أصوات رمضان، ولفترة طويلة في تأثيرها عند عدد سنينها كان بكار بأغنيته الشهيرة اللي غناها منير، وصوت الطفل بلهجته الجنوبية، كان واحدة من الاتجاهات الرئيسية لبوصلة رمضان.
على الرغم من من توقف بكار واستئنافه أكتر من مرة من بعد عرضه الأصلي والأول في التسعينات، إلا إن فترة توهجه الأولى ما اتكررتش تاني، وفضل بكار في أذهان الناس هو الطفل النوبي صاحب جملة “هوي أصحابي” ببصمة صوت صعب تتنسي.
بعد موسم رمضان ما عدا وافتقدنا فيه كتير من أساسياته حاولنا نستحضر بكار وكواليسه وذكرياته مع عمرو مصطفى مؤدي صوت بكار في الفترة الذهبية للمسلسل.
– عرفنا بنفسك دلوقتي، عندك كام سنة؟ بتعمل إيه في حياتك؟ درست إيه؟
أنا عمرو مصطفى عبد الحميد، شهرتي بكار، خريج معهد فنون مسرحية قسم نقد ودراما، حاليًا بلعب جيمبي وهي آلة أفريقية شبه الطبلة، ومسؤول عن مجموعة موسيقيين، بنظم كل ما يخص اشتراكهم أو تقديمهم في أي حفلات.
– تجربتك مع بكار بدأت إمتى وإزاي؟
الموضوع بدأ من والدتي، هي مخرجة في قناة مصر المحروسة، كنت بروح معاها الستوديو زمان، في البداية الموضوع ماكانش مستهويني خالص، خصوصًا مع الشدة والزعيق اللي باستمرار في الأستوديهات، لكن في مرة قعدوا يسألوني شوية أسئلة وأعجبوا بيا وقالولي هتبقى معانا الحلقة الجاية ودة كان برنامج أحلام سعيدة على القناة التالتة، وبنفس الشكل شافني الأستاذ محمد رجائي وأداني دور كبير في “عمو فؤاد” اللي كان تقريبًا 15 حلقة، يعني بطولة!
من ناحية تانية اشتغلت في الإذاعة مع ناس كتير زي أبلة فضيلة وأبلة سهير شعراوي وأبلة أمل أبو السعود، كنت محبوب لأني شاطر وبحفظ بسرعة كان لما يكون فيه طفل متعب بيجيبوني يقولولي “تعالى يا عمر سجل الجملة دي خلينا نروح!”.
من هنا جه ترشيحي لبكار، ودة كان سنة 1998 بعد أول سنة من عرض بكار واللي كان بيعمل صوته الممثل الشاب دلوقتي محمد درويش واللي رشحني بداله بعد ما صوته كبر بعد سنة واحدة من الشغل.
– إيه أكتر ذكريات ما تنسهاش من الأيام دي؟
في البداية كنت واخد دور فارس بس الولد اللي كان واخد دور بكار كان متعب وبيعيد كتير، فدكتورة منى أبو النصر قالتلي خد دور بكار واديله فارس، الولد زعل طبعًا وماجاش تاني، وأنا قفشت فيها بقى وقعدت تقريبًا أربع سنين اشتغل، بعدها صوتي كبر واللي عمل مكاني كان الولد اللي بيعمل صوت فارس.
وقتها كتبوا عني كتير وفاكر عنواين لحد دلوقتي زي “بكار عايز يبقى طيار” و”الآن أتحدث مع أسرتي باللهجة النوبية وزملائي يلقبونني بكار”.
وفي المدرسة في الأول كنت بتضرب وبتعاقب كتير خصوصًا في الوقت اللي كنت بمثل فيه حاجات زي “الكومي” و”ثورة الحريم”، لكن في تانية ثانوي علقوا صورتي وأدوني وسام شرف عشان دوري في بكار.
– إزاي اتعاملت مع اللهجة النوبية؟
هي دي طبعًا مش اللغة النوبية الأصلية، لكن إحنا كنا بنحاول نوصل لعربي واضح ويبقى قريب من شكلها، فكنا بنمد الكلام شوية، ونعطش الجيم، ودة اللي جابلي أدوار بعد كدة زي “ثورة الحريم” مع الفنان محمود ياسين، لأنهم كانوا عايزين ولد في سني وما يتعبهمش في اللهجة.
– إيه كانت مصاعب الشغل في بكار؟
زمان ماكانش فيه تكنولوجيا، وكانت الحلقة بتجيلنا مش ناقصة غير الصوت والموسيقى، فدة كان بيخليني لازم ما بفكر في الأداء أفكر والحفظ، أفكر في التايم كود، لأن ممكن تلاقي الشفايف مثلًا بتتحرك وقت طويل ومفيش غير جملة صغيرة في الحتة دي، أو العكس، دة إداني خبرة في الارتجال ومحاولة تظبيط أداء الجملة عشان تمشي مع الصورة.
دة غير الملخص الأولاني كان له حساب لوحده، كان الممثلين بيمشوا وما يفضلش غيري وغير مهندس الصوت والدكتورة منى عشان نعمله.
– جانب دكتورة منى أبو النصر، مين شخصيات قابلتها وما تنسهاش في الفترة دي؟
في الدوبلاج بجانب الأطفال الأساسيين، ماكانش فيه غير تلات ممثلين بيعملوا كل الأصوات، أستاذة سهير البدراوي كانت بتعمل حسونة ورشيدة والجدة بخيتة وأم بكار وحبيبة، وأستاذ عادل كان بيعمل مشرط الشرير وعم سيدون وعم جوردوني وأبو سنة.
لما كان بيبقى فيه مشهد مثلًا مشرط بيكلم عم سيدون كان أستاذ عادل قدام المايك بيبقى زي الملبوس بقدرته على تغيير الصوت والشخصية، ودي حاجات ممكن ما يقدرش يعملها ممثلين كبار!
– تجربة بكار أثرت إزاي في بقية حياتك؟
بكار ما خلصش أبدًا من حياتي، اسمي اتغير وكينونتي كلها اتغيرت من ساعتها، أي حد بيتعرف عليا وبيتقاله بكار وبيفهم إنه نسبة لبكار فعلًا، خصوصًا إن شكلي مش نوبي، بيقولي إيه ده بجد؟ إنت بقى أبو كف رقيق وصغير؟
– ليه مش بتمثل دلوقتي؟
قعدت فترة مفيش كاستنج مش بروحه، وكنت باخد اهتمام كبير أما بقدم، لكن بعدها مفيش حاجة بتيجي، غير مرة واحدة إنعام محمد علي ادتني دور صغير في مظاهرة، كان كومبارس رسمي، فما حبيتش بعد كل اللي عملته وأنا صغير أقلل من نفسي.