
اشرار على الشاشة بس كلهم بشاشة
إمبراطورية الشر في زمن الفن الجميل تشمل أسماء كثيرة من العباقرة، نجوم مازالوا يعيشون بيننا بأدوارهم وأفلامهم.
برع كل منهم في أداء شخصيات وأدوار كتيرة مبهرة في الشر على شاشة السينما.
وده كان سبب في ترك صورة سيئة لدي أذهان الجمهور فالجميع أصبح يري كل مجسدي الشر شخصًا سيئًا وغير آدمي.
ولكن براعتهم في التمثيل كانت تظهرهم عكس حقيقتهم، فأغلبهم كانوا اصحاب قلوب طيبة ورحيمة جدًا في الحقيقة!
محمود المليجي:
من ملقن بمسرح رمسيس لمدرسة في التمثيل بالذات في تقمص “شرير الشاشة” بملامح وجهه الغاضبة ونبرة صوته الحادة وتعبيرات وجهه الهادئة صنعت منه أسطورة من أساطير الشر في السينما المصرية خلق لنفسه مسار خاص ورغم انحصاره في أدوار الشر كان دايمًا حريص على التجديد في تجسيد الشخصية و رغم نجاحه في أدوار الشر أجمع كل زملائه في المجال الفني إنه أطيب شخص بعيدًا عن الشاشة . قدّم ١٨ فيلم في عام واحد سنة ١٩٥٤ و أنهى مسيرته الفنية بجملة “يا أخي الدنيا دي غريبة قوي.. الواحد ينام ويقوم وينام ويقوم وينام” خلال تصويره لفيلم أيوب.
صلاح منصور :
عمدة السينما المصرية قال عنه الممثل البريطاني الشهير تشارلز لوتون “لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًا لكنت أسلمت له الشعلة من بعدي” كان يحب تقليد الفنانين أمام أصدقائه في صغره و رغم بدايته المتواضعة ككومبارس قدر ان يحفر لنفسه مكانة متميزه في ادوار الشر بموهبته و قدراته الفنية العالية خاصه في فيلم الزوجة الثانية اتقن دور العمدة و كانت نقطة تحول في مسيرته الفنية. قدم اكثر من ٨٠ عمل فني ما بين المسرح و السينما والإذاعة وحصل على كثير من الجوائز خلال مسيرته الفنية وكان متعدد المواهب فلم يكن فقط ممثلاً بل كان أيضًا مخرجًا، حيث أخرج عددًا من الروايات والمسرحيات العالمية.
زكي رستم :
ابن الباشا الشرير واحد من أعظم نجوم زمن الفن الجميل وهب حياته للفن والتمثيل وتم اختياره من قبل مجلة «بارى ماتش» الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين. كان فنان بمعنى الكلمة عرف بتنوع أدواره والقدرة العالية على إقناع المشاهد في جميع الحالات بتقمص شخصياته تقمصاً كامل ولكن أدوار الشر كانت بصمته المتميزة وعرف بتأديتها بشكل متميز ولكنه كان شرير فقط أمام الكاميرات، أما خلفها فاجمع الكثيرون إنه كان شخص طيب ومتواضع، يميل إلى الهدوء والوحدة فلم يكن لديه أصدقاء من داخل أو خارج الوسط الفني و لم يتزوج طول حياته.
توفيق الدقن:
الفنان المزدوج جمع ببراعة ما بين ادوار الشر و خفة الظل كانت له إفيهاته الخاصة التي لا تنسى علي الإطلاق و ما زال البعض يرددها مثل” “أحلى من الشرف مفيش” و كان ناجحا جدا في تقمص جميع شخصياته الشريرة بحرفية إلى درجة أن الجمهور كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه وكان البعض يبتعد عنه وتعرض للكثير من المواقف في حياته بسبب نوعية الأدوار التي كان يقدمها ولكن في الحقيقة كانت شخصيته تختلف تماما عن أدواره أمام الشاشة فقد كان معروف بالطيبة الشديدة و رغم انه لم يكن اجتماعيًا الي حد كبير ولكنه كان محبوبا من أصدقائه الفنانين و ختم القران اكثر من مرة.
استيفان روستي:
بارون السينما الشرير أو الشرير الظريف أهم علامات سينما الأبيض و الأسود صاحب مدرسة تجسيد الشر بشكل كوميدي ظريف، وواحد من أهم صناع الإفيهات الشهيرة في ذاكرة السينما المصرية اللي ما زلنا بنرددها لحد النهاردة ولم تقف أرستقراطيته أمام أدواره الكثيرة اللي تختلف عن شخصيته الحقيقية ومجتمعه الأوروبي اللي نشأ فيه. بدأ طريقه الفني كمخرج حيث اخرج اكثر من ٨ أفلام و منها اول فيلم كوميدي في تاريخ السينما المصرية . كان متعدد المواهب كان مخرج سينمائيا ومسرحيا وكاتب سيناريو ومونتير.
محمد صبيح:
المومياء صاحب الوجه المنحوت مثل الصخر والملامح الحادة والشارب اللي يتغير شكله حسب الشخصية، استطاع ان يترك بصمته في قائمة أفضل الفنانين الذين جسدوا أدوار الشر. فاشتهر “صبيح” بأدوار الشر، خاصة في الأفلام الكوميدية، كما جسد شخصية المومياء الصامته في فيلم حرام عليك التي أثارت الجدل وتم وصفه من قبل الممثل العالمي أنطوني كوين بالنجم العالمي.
حسني عبد الجليل:
أشهر الفنانين المصريين اللي أجادوا أدوار الشر بسبب صوته الخشن وملامح وجهه الحادة ساعدته على أن يكون متميزاً في اللون ده.
تعرف عليه الجمهور من خلال شخصيات الشر بين تاجر المخدرات والقاتل ومسجون السوابق. قدّم أكثر من ١٤٠ عملا للدراما التلفزيونيةو السينمائية و المسرحية.
علي الشريف:
ممثل عبقري متفرد في أسلوبه لمّا رآه المخرج يوسف الشريف لمح فيه كنز موهبته وصرخ “أهلا يا دياب”. صوته الأجش و ملامحه الغليظة وتكوينه الجسدي يوحوا بالجفاف والقسوة وده جعله واحد من ملوك أدوار الشر في السينما المصرية. كانت رحلته في السينما قصيرة ولكن قدّم فيها قرب المئة عمل خطف بهم أبصار الجمهور و سكن في قلوب الكثيرون حتي اليوم.
Art Work By: Mahmoud Ismael