الفن السابع إلا ربع

الفن السابع إلا ربع

الأفلام واحدة من أهم وأعقد الفنون في العالم
ومن أول يوم بدأت فيه وهي متعرفه إنها فن التعبير بالصورة

لكن صُنّاع الأفلام ماكنوش يعرفوا إن هيجي يوم والفن ده يوصل مصر لجمهور بيسمع الأفلام
ايوه إحنا البلد الوحيدة اللي بتسمع الأفلام, و ده تعبير لفظي العلماء لحد دلوقتي ماقدروش يوصلوا لتفسيره
بنستخدمه في بعض المحافظات في مصر مش عارفين ليه أو بدأ منين
و إحنا نِفسنا نعرف مين اللي بدأه, عشان نرجع بالزمن نغتاله و نعيش زي باقي البني آدمين عادي
طب هل دي الحاجه الغريبة الوحيده للفُرجه على الأفلام الأجنبي في البيوت المصرية !
طبعا لأ.. و إحنا موجودين النهارده عشان نجرد المجتمع المصري من غلطاته الجسيمة في حق فن عظيم زي الأفلام

مبدأيا نوع الفيلم اللي البيت المصري بيتفرج عليه بيتوقف على مين اللي ماسك الريموت
لإن بقى في حد قهرا إحنا مسلمينه زمام ذوقنا في الحياه – جه الأول- فاصبح له أفضلية علينا
وبمجرد ما يستقر على الفيلم اللي هنتفرج عليه,  و لإن التناقض سمه أصيله في ثقافتنا
فنفس الشعب اللي بيسمع الأفلام هو هو اللي مابيهموش الصوت طالما في ترجمة .. إحنا مش عايزين صداع
و لإننا مش مهتمين بالصوت و احيانا الصوره
فطبعا جودة الفيلم بتتوقف على طعم الفشار,  كمية اللب و التلج في الحاجه الساقعه
لإن دي الأسباب اللي هتخلينا نكمل الفيلم أصلا  .. غير كده الساعتين بتوع الفيلم نومي أولى بيهم
ثانيا مافيش فيلم في مصر بيبدأ من أوله
إحنا مابنتمزّجش إلا والفيلم عدى نُصّه
ولإننا شعب ماحدش يقدر يمشّي كلمته عليه
فإحنا مش مُهتمين نعرف الفيلم بدأ إزاي .. إحنا بنبني القصه و بنتخيلها و بتعجبنا و بنكمل الفيلم عادي جدا
إسأل أي حد عن أي فيلم هيقولك ” آه مش ده الفيلم اللي حصل فيه كذا كذا ” إحنا شعب مابيعتمدش أسامي
مابيفرقش معانا إسم الفيلم ولا الممثلين ولا الكُتّاب او المخرجين
و لو حد فينا ذاكرته لسه صاحيه يعني, ممكن يشبّه على البطل إن شافله فيلم قبل كده وعجبه و 90% بيطلع قصده على واحد تاني اساسا.

 

و آخيرا أهم قاعدة في مصر عشان تتفرج على فيلم أجنبي .. إوعى تتفرج لوحدك
لإن أي فيلم أجنبي النسخه بتاعته اللي بتتعرض في مصر
بيبقى دايمًا فيها غلطة مونتاج بتظبط البوسه وقت دخول أهلك عليك
فلو كانت السيدة الفاضلة والدتك .. بعد سلسلة من الاستغفار في سِرّها ولا أكنك كنت بتعبد أصنام
بتكتشف ساعتها إنها ماربتش و ماخلفتش و ماتجوزتش أساسا
و من نظرتها ليك بتعرف إنك عملت غلطة تضاهي نسيان كيس الزبالة و أنت نازل
أمّا لو كان أبوك فإحنا بنتعفف عن ذكر اللي بيحصل وقتها.

بس على الرغم من كل اللي ذكرناه
و على الرغم من إن الفُرجه على الأفلام الأجنبي في البيوت المصرية أشبه بنزولك في صحرا
لا أنت عارف أول الفيلم ولا إسمه ولا مين اللي أُدامك دول ومش مهتمين بصوت ولا بصوره تقريبا
بس اللمه وقتها و الإفيهات على الأحداث و الإستمتاع بأقل القليل
بدون تعقيد حاجه فعلا جميلة و مابتحصلش غير بس في مصر.