
أحمد خالد توفيق ..العراب
“بل الموت يختار ببراعة.. يختار الأفضل والأنبل والأشجع”
زمان الناس كانت النصيحة اللي بيقولوها كتير هي انك لو عايز تنجح في مجالك،شوف الناس بتحب ايه و اعمله،شوف ايه الدارج وسط الناس واكتبه،وده الشئ اللي اختار احمد خالد توفيق انه مايعملوش،قرر انه يكتب لون ادبي بالنسبة للقراء وقتها كان جديد تماما بالنسبة ليهم،لون كان ومازال هو من رواده ،و اللي بسببه فتح الباب لكتاب كتير و شجعهم انهم يكتبوا في اللون ده من الأدب اللي بقي ليه محبين بالملايين في كل مكان في الوطن العربي
اتولد العراب في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يونيو سنة ١٩٦٢، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة سنة ١٩٩٧
أثرت دراسته للطب على طريقة كتاباته وشخصياته، فأول شخصية ليه هو العجوز رفعت إسماعيل واللي كان طبيب لأمراض الدم، وكذلك ناقش فترة التكليف للطبيب في المناطق الريفية في كتابه الساخر “الطريف في طب الريف”، ده غير أنه خلي أحمد عبد العظيم بطل سلسلة سافاري طبيب بيشتغل في الكاميرون
.وركز في السلسلة دي على كتير من الأمراض وأسبابها وتاريخها
يعتبر أحمد خالد توفيق أول كاتب عربي برع في كتابة روايات الفانتازيا والخيال العلمي وقصص الرعب والإثارة والتشويق واللي يعتبر رائد اللون الادبي ده، اطلق عليه محبينه لقب العراب لكنه رفض اللقب ده كتير و كان بيقول: “إن الهالة التي يضفيها قراؤه عليه تزعجه عندما يشعر أنه يتوقع منه ما هو أكبر
. من إمكاناته”
و لما كتب اول سلسلة خيالية في بداية التسعينيات ، حقق نجاح كبير بشكل جديد من الأدب ماكنش دارج تماما في الوقت ده ،و بسبب نجاحه ده اتحمس انه يصدر أكتر من سلسلة قصصية زي فانتازيا و سلسلة ماوراء الطبيعة واللي متوقع انها تشوف النور قريب في عمل فني من انتاج شركة نتفليكس العالمية،السلسلة
. اللي اتربي عليها جيل التسعينات هيتعرف عليها الجيل الجديد من خلال المسلسل اللي اتمني كتير العراب انه يتنفذ في يوم من الأيام
وذاع صيته بشكل اكبر بعد روايته يوتيوبيا عام ٢٠٠٨ واللي اترجمت للغات كتير، بعدها رواية السنجة في ٢٠١٢، وإيكاروس عام ٢٠١٥، وممر الفئران
عام ٢٠١٦ بالإضافة إلى مؤلفات أخرى زي :
“عقل بلا جسد” و”حظك اليوم” و”الآن نفتح الصندوق” و”لست وحدك”
.توفي أحمد خالد توفيق في الثاني من أبريل ٢٠١٨ بسبب أزمة قلبية بعد ساعات من إجرائه جراحة كي للقلب لعلاج ما يسمي بالرجفان البطيني
كانت وفاة العراب صدمة لكل محبيه،ناس كتير ماصدقتش خبر وفاته ،انهالت التعازي كان وفاته حديث كل وسائل التواصل الاجتماعي ، وشيع جنازته آلاف
من الشباب اللي سافروا طنطا مسقط رأس توفيق، وزينوا باب مقبرته بعدد من عبارات الامتنان والرثاء أشهرها “جعل الشباب يقرأون”،العبارة اللي اتمنى
. توفيق أنها تتكتب على قبره
اشتهر أسلوب أحمد خالد توفيق بالسخرية والسهولة في السرد، الأمر اللي جلب ليه نقد كتير، لكنه كان شايف أن الكتابة مش المفروض أنها تكون معذبة للقارئ أو أنها تخليه يحس بالهزيمة والفشل، وفعلا نجح العراب في نيل ثقة ومحبة القارئ واتجه مئات الشباب إلى القراءة والكتابة بسببه و بسبب اسلوبه البسيط والراقي .
“لا أخاف الموت ..أخاف أن أموت قبل أن أحيا”