
مذكرات زيكا: علشانك امشيها بلاد
على الأرجح وبنسبة كبيرة وانت بتقرأ العنوان حتفتكر وانت بتدندن الكوبليه الشهير من الاغنية الشهيرة “حبيبي يا أسمراني” للفنانة الجميلة الراحلة شادية واللي غناها بعدها الكينج محمد منير.
في حالة إنك افتكرتها اسمحلي أكمِّل كلامي، أمّا في حالة إنك مفتكرتهاش فيُفضّل تسمعها عشان تنبسط في حين إني برده كده كده ح أكمِّل كلامي.
الكوبليه بيقول “علشانك امشيها بلااااد… الكورال(حبيبي يا اسمراني)… من غير ولا مايّه ولا زاد… الكورال تاني(حبيبي يا اسمراني).” فكان عندي تساؤل كطفلة بريئة تسمع الاغنية في ثوبها الجديد من الكينج عن معنى كلمة “زاد“ وعرفت إنه معناه الاكل!
وقتها مهتمتش بالحبيب الولهان اللي حيمشي بلاد على رجله عشان يوصل لحبيبته، على قد ما اهتميت إنه حيمشي من غير مياه واكل. وبنسبة كبيرة قد أكون جوعت من الفكرة في حد ذاتها وتوقفت عن التخيّل وروحت آكل ساعتها!
وبعد مرور سنين وسنين… لم يتغيّر حبي للأغنية ولم يتغير حبي للاكل! لكن بالعكس… حبي زاد. مش بس كده، بل اتخذت قرار بيني وبين نفسي إني حطبّق مبدأ شادية ومحمد منير لكن من منظوري المتواضع للأمور.
شادية ومنير شافوا إن المنطقي إن الواحد يسافر بلاد ويسيب كل اللي في إيده عشان يوصل للي بيحبه
. ومن هذا المنطلق الفلسفي الرومانسي الجميل، كان قراري إن انا كمان حأسافر وأروح وآجي علشان أكتر حاجة بحبها… علشانه ح أمشيها بلاد زي ما قالوا… عشان الاكلة الحلوة ح أسيب كل اللي في إيدي وأروح وراها فين ما تكون.
على مدار سنتين أتذكر جيدًا إني أخدت بعضي وركبت القطر للعاصمة في مرتين مختلفين مش لأي سبب غير الأكل!!!
مرة منهم كان في عز الشتا، وكانت آراء أصدقائي والجماهير الغفيرة العشوائية منتشرة على الانترنت والفايسبوك حوالين محل للبرجر جديد فتح في القاهرة، وإنه بيقدّم حتة من الجنة في عيش كايزر.
فبالطبع اتبّعت قلبي وأخدت القطر عشان أشوف ايه الموضوع ده، وظني مخابش الحقيقة وكانت من أفضل تجاربي فعلًا.
الاكل من مسببات السعادة التي لم ولن تخيّب آمالك في يوم من الأيام. بسيط وجميل ودائمًا موجود علشانك وفي كل وقت وكل حالة. ومع خالص حبي واحترامي وعشقي لشادية ومنير… لكن لو كنت في يوم ح أمشي بلاد واتمرمط مش حيكون عشان حد بحبه واكيد مش حيكون من غير مايّه ولا زاد، بل بالعكس… أنا ح أمشي البلاد عشان أوصل للمايّه والزاد، اللي يستاهلوا إن الواحد يمشيلهم ويكتشفهم!