“النمر الأسود” جسم بيمشي وروح مبتمشيش.

“النمر الأسود” جسم بيمشي وروح مبتمشيش.

” إن مقدرتش تضحك… متدّمعش ولا تبكيش،،

وإن مفضلش معاك غير قلبك

أوعى تخاف

مش هتموت… هتعيش

وان سألوك الناس عن ضي جوه عيونك ما بيلمعشي… متخبيش

قولهم العيب مش فيّا… ده العيب في الضيّ”

،،

هكذا نتذكّر كلمات ووصايا الإمبراطور الأسمر الجميل اللي قدر بكل سهولة وعلى مدار سنين كتير إنه يدخل قلوبنا كلنا جيل بعد جيل ونجح إنه يحفر اسمه غائرًا في ذاكرتنا وذكرياتنا.

هكذا نتذكّر… أحمد زكي. 

،،

في سنة 1973 المعهد العالي للفنون المسرحية قرر إنه يبعتلنا هدية من السما لما بعتلنا الإمبراطور احمد زكي. لمحنا بداية شعاع موهبته لمّا اشترك في دور ثانوي بسيط في مسرحية “هاللو شلبي” وهو لسه بيدرس في آخر سنة في المعهد.

 ومن بعدها شقّ طريقه لعالم الفن والسينما والمسرح ليقلب موازين اللعبة ويُثَبِّت ان دور الفتى الاول والنجم في الفيلم مش معتمد بشكل رئيسي على الوسامة والحلاوة والشقاوة… بل يعتمد على الموهبة والحضور والكاريزما اللي خطفت عيون الكاميرات وخطفت قلوب المشاهدين.

الموهبة دي والحضور ده اتحقق من خلال اكتر من ٦٠ فيلم كل فيلم فيهم كان عبارة عن علامة من علامات السينما المصرية والعربية… وكل فيلم فيهم بيناقش قضية مهمة وبيقدم رسالة مهمة. وكانت أول بطولة له أمام السندريلا “سعاد حسني” في فيلم “شفيقة ومتولي” عام 1978.

تميّز الرائع أحمد زكي  بشهادة الجميع في السيّر الذاتية Biographies … من خلال 3 أفلام ومسلسل يعتبروا من أعظم ما شهدتهم شاشات السينما والتلفزيون.

مين مننا ممكن يعدّي عليه عيد ثورة 23 يوليو من غير ما يتفرج على “ناصر 56” ولوهلة قد يعتقد المشاهد إنه بيتفرج على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وينسى إن خلف هذا الاداء الرائع هو الفنان أحمد زكي. كذلك تتكرر الظاهرة دي في احتفالات شهر أكتوبر فتتردد في معظم البيوت المصرية الموسيقى التصويرية الملحمية المميزة لفيلم “أيام السادات” واللي برضه بمثابة علامة مميزة في تاريخ أحمد زكي وتاريخ السينما، ويُذكَر أن السيدة الاولى السابقة جيهان السادات قد ذُهِلَت وتفاجئت لما عينيها وقعت على أحمد زكي أول مرة بكامل مكياجه وازيائه وأدائه للزعيم الراحل أنور السادات.

ومسك الختام كان من خلال تقديمه لقصة حياة العندليب الأسمر من خلال فيلم “حليم” والذي كان يصارع المرض اثناء تصويره وتوفى قبل إتمام الفيلم، ومع ذلك عمل فريق العمل على إتمام الفيلم على أكمل وجه واخرجاه للنور تكريمًا للامبراطور العظيم.

وعودة بالزمن لورا شوية فنلاقي نفسنا أمام مسلسل “الأيام” اللي بيعرض حياة عميد الأدباء طه حسين، وكالعادة بنلاقي أحمد زكي تفوق على نفسه في تجسيد معاناة ونجاحات الأديب العظيم الراحل.

ويُعتبر أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين في قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين والتي تم تحديدها في عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، حيث له في القائمة ستة أفلام وهم: البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت.

،،

راجع شريط حياتك كده وذكرياتك مع السينما والتلفزيون حتلاقي معاك إفيهات وجُمل مشهورة للنمر الاسود بتتردد في دماغك… بتبكيّك وتضحّكك وتخليك تفكر… بتفتكر “أبوك حيسيب البيت يا سلطان” وتضحك في سرك، بتفتكر أغنية “أيوّه يا دنيا يا بنت الإيه… كده فل وكده في الاوكيه” وتنشرح وتنشكح.

بتفتكر المرافعة الأشهر في تاريخ السينما وصوته وهو بيرن “كلنا فاسدون لا استثني أحدًا” وتقف مع نفسك تفكر.

بتفتكر وتفتكر وتفتكر… وساعتها بتتأكد… إن مهما الجسد فارق، بتفضل العظمة موجودة.

،،

أحمد زكي… النمر الأسود… الإمبراطور،

انت باقِ بقاء الوجود… في قلوب وعقول كل اللي في مصر وبرّه مصر!