لمحات من حياة “شاهين” هتساعدك تستكشف أفلامه

لمحات من حياة “شاهين” هتساعدك تستكشف أفلامه

الأعمال العظيمة والأشخاص المؤثرة قيمتهم مش بس بتتقاس بإنك شايفهم إزاي النهاردة، لكن بهما عملوا إيه وقت ما كانوا بيقدموا أعمالهم، وغيروا إزاي في المجتمع اللي عايشين فيه.
في حوار له قال يوسف شاهين إن لو حد عايز يشتغل في الفن لازم يبقى حاسس إن دي الحاجة اللي ما ينفعش يعمل غيرها! وخلال رحلته اللي أثبت فيها إنه من الفن وللفن يعود، فيه لمحات لو عرفتها ممكن تشوف أفلامه بشكل مختلف زي:
1- يوسف شاهين ما كانش متعمد التعقيد في أفلامه ومخاطبة النخبة طول الوقت، وكان

 سعيد بالمرحلة اللي بدأت بفيلم “الآخر” و”المصير” واستمرت لحد آخر حياته، واللي كانت الأفلام فيها بتحقق نجاح جماهيري كبير، على الرغم من تحفظات جمهور “شاهين” ورأيهم إنها أقل مستوى من أفلامه الأولى، لكن هو كان شايف إنه عدم قدرته على الوصول للجمهور كله قبل كدة كان تقصير منه، واللي حصل يعتبر تطور في مستواه الفني، ودة كان في لقاء له مع الصحفي بلال فضل.
2- في نفس اللقاء حكى “شاهين” عن إنه “نفى نفسه بنفسه” من بعد ما عمل فيلم “الناصر صلاح الدين” واللي كان بشكل ما واجهة جيدة لحكومة الثورة، لأنه ماكانش راضي عن الوضع السياسي في مصر وقتها، على الرغم من إنه كان من المتحمسين للثورة في الأول زي كل المصريين وعمل اكتر من فيلم احتفاء بقوانين الإصلاح الزراعي ونهاية الإقطاع وبناء السد العالي، لكن حالات التضييق والتوجيه اللي حصلت بعد كدة صعبت عليه الاستمرار.

3- على جانب تاني وبالرغم من إن الاتجاه السياسي اللي بيبان في أفلامه دي وغيرها، إلا إنه كان بيقول إنه ماكانش من المهتمين أو الفاهمين فيها جدًا، وعمل فيلم زي “باب الحديد” كان أول المطالبين بنقابة للشيالين بدون ما تكون عنده أجندة مسبقة لدة، إلا بس الدافع الإنساني والفطرة والمنطق.
4- على الرغم من إن “ِشاهين” قدم قصة حياته في عدد كبير من أفلامه إلا إنه في كلامه عن والده قال إن مش بس الشخصيات المباشرة هي اللي كانت بتحكي عنه زي “إسكندرية ليه” و”حدوتة مصرية”، لكن كمان كل شخصية قدمها في روايات تانية بعيد عن حياته وبيحكي: “سويلم في “الأرض” كمان كان أبويا! سيرته كانت دايمًا في قلبي وكل ما أقدر كنت بحكي عن قيمه اللي علمهالي زي قوة الإرادة اللي عند بطل الفيلم”.
5- شهرة يوسف شاهين العالمية وأهم أفلامه جت في أواخر الستينات بعد عودته من فترة بعده عن مصر وقت حكم “ناصر”، عشان كدة فيه أفلام قديمة ممكن يكون ما عندكش فكرة عنها لأنها ما اتعرفتش بالشكل الكافي أو ما تعرفش إنها إخراج يوسف شاهين، زي:
– بابا أمين 1950
أول أفلامه، ومن الأفلام النادرة اللي حسين رياض اتقدم فيها كبطل أول لفيلم، وخصوصًا في الفترة دي كان “حسين” بيواجه رفض كبير من معظم المخرجين والمنتجين اللي كانوا شايفين طبقة صوته غريبة ومش مناسبة، لكن “شاهين” أصر بشدة عليه كبطل وكانت مجازفة جريئة منه وقتها.
– سيدة القطار 1952
من بطولة ليلى مراد ويحيى شاهين، وهو فيلم درامي اتقدمت فيه ليلى مراد في قصة مُركبة ومختلفة عن أفلامها الهادية البسيطة اللي اتعودت تقدمها.
– ودعت حبك 1957
على الرغم من إنه بطولة شادية وفريد الأطرش واتقدم في نفس السنة اللي قدموا فيها “إنت حبيبي” إلا إن الفيلم مالقاش نفس تعلق الجمهور بيه ولا نفس الرواج التليفزيوني اللي حصل معاه، ودة يمكن عشان قصته الكلاسيكية الدرامية اللي عكس “إنت حبيبي” تمامًا.
– إنت حبيبي 1957
الأشهر ما بين أفلام “ِشاهين” القديمة، لكن الغريب إن دايمًا تلامته من المخرجين الكبار بيحكوا إنه ماكانش بيحب الفيلم دة أبدًا ويكاد يكون كان عمله “غصب”، وهما اللي كانوا بيحاولوا يقنعوه باستمرار إن الفيلم جميل وخفيف ومحبوب بين الناس جدًا.
– الناصر صلاح الدين 1963
كان بيقول عليه “شاهين” إنه “أتخن سيناريو شافته السينما المصرية”، وبيحكي بلال فضل عن لقاءه معاه، إن المخرج محمود ذو الفقار كان المفترض إن هو اللي هيخرجه قبل ما يتوفى، وعرض مخرجين كتير على “آسيا” المنتجة إنهم يخرجوه لكن “ذو الفقار” أصر إن لازم يوسف شاهين هو اللي يخرجه ودة اللي حصل الفعل ولاقى الفيلم نجاح كبير جدًا.
– الثنائية “صراع في الوادي” و”صراع في المينا”
واللي قدم فيهم عمر الشريف لأول مرة في “صراع في الوادي” عام 1954، وفاتن حمامة بشخصية “حميدة” في “صراع في المينا” واللي كانت مختلفة عن الشكل المعهود اللي بتظهر به عادةً للبنت الوديعة الهادية ودة كان سنة 1956.
– المهرج الكبير 1952
يوسف شاهين كان بيتمنى يقدم الفيلم دة مع نجيب الريحاني وبالفعل بدأ المشروع بيه، لكن “الريحاني” اتوفى قبل ما يبدأ واتنقلت البطولة ليوسف وهبي.
في يوم 25 يناير بنحتفل بعيد ميلاد يوسف شاهين اللي سواء اتفقت أو اختلفت معاه لكن هو كان صوت بيدافع عن الفن والحرية والمباديء الإنسانية في شكلها النقي وزي ما المفروض تكون بدون المؤثرات الاجتماعية والثقافية أو التجارية.