
اليوم العالمي للتيلفزيون.. اليوم يومنا!
إثارة النوستالجيا أو الحنين للماضي عند أي شخص، هي إنك تخاطب حاجات كانت جزء من تكوينه، طفولته، أو شبابه نظرًا لأهميتها عنده وقتها، ودة ممكن يحصل لو بس سمعته كوبليه من أغنية، شممته ريحة، أو عملت حركة أو تسريحة كانت موضة في وقت ما، عشان تخليه في لحظات بسيطة مُحاط ببيته زمان، وبعيلته واللمة.. والتلفزيون.
البلورة السحرية دي كانت موسيقى تصويرية في الخلفية، وتوثيق لكل أحداث حياتنا، كل أغنية أو مسلسل أو إعلان، كانت بيحصل معاها نجاح وفشل وموت وحياة وسفر ورجوع، وكل حاجة تابعناها في أي مرحلة، بتبقى شايلة معاها ناس يمكن ما بقوش موجودين ومشاعر كنا فاكرينها راحت معاهم.
ما تسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا!
لو إنت من مواليد التمانينات وأول التسعينات، فأنت أخر الأجيال اللي ارتبطت بالتيلفزيون كجزء أساسي من حياتهم، قبل ما ينقسم الاهتمام بينه وبين الكمبيوتر والإنترنت، وترجح كافة الإنترنت جدًا بعد كدة، عشان كدة موسيقى ليالي الحلمية وكلمات أغنيتها لازم هترسم الابتسامة على وشك حتى لو بدأت أحداث المسلسل تروح من ذهنك، نفس الحال للمال البنون “قالوا زمان دنيا دنيّة غرورة”، ذئاب الجبل “خاصمني يا زماني وارجع صالحني تاني وبدري ووردة”، سوق العصر ومبالغاتها، وبرامج زي نادي السينما وحدث بالفعل وبين الناس، وظهور خاص لسيدة الشاشة فاتن حمامة في “ضمير أبلة حكمت” ودخول عمر خيرت ومزيكته حياتنا.
هما ليه سموك أوبرا؟
في المرحلة الزمنية اللي بعد كدة يعني من نص التسعينات تقريبأ، بدأت الفضائيات تنتشر وعلى رأسهم الفضائية الأولى والتانية –اللي ما بقوش موجودين دلوقتي- وبدأنا مرحلة حفظ المسلسل عن ظهر قلب!
يحيى الفخراني كان ومازال له نصيب كبير في الدراما التلفزيونية من بعد ليالي الحلمية وإنت طالع، لحد درة التاج والنجاح الأعظم أوبرا عايدة اللي قدم إسكندرية في ألطف أشكالها، وأصبح “قوم يا أوبرا قول الحق عايدة بريئة ولالا” هتاف شعبي ومقولة خالدة.
وطبعًا ما ينفعش نمر على المرحلة دي من غير “رفيع بيه” و”الست فرحة” و”عم غزال”، والمسلسل اللي كان بيخلص على قناة عشان يبدأ على واحدة تانية في عرض مستمر ما انتهاش حتى يومنا هذا.
يليهم في الوقت ويعادلهم المكانة حديث الصباح والمساء، واللي لم يشفى الناس من حبه لحد النهاردة، ويمكن بتتورث غلاوته للأجيال الجديدة وبيخترق عالم السوشيال ميديا بنجاح.
موعد في البرج
وخلال رحلة سرسبة السنين من بين إيدينا قدام التلفزيون، تعمق وتأصل أكتر سؤال محير في حياتنا حتى الآن وهو “هنشوف فيلم إيه النهاردة؟”.
أما تسأل نفسك السؤال دة يبقى هتمر بشوية خطوات، الأول ممكن تبص في جريدة الأهرام، وتشوف جدول اليوم لعدد لا بأس به من القنوات، نسبة لأنهم ماكانوش كتير جدًا ساعتها لسة، الخطوة التانية إنك تفتح التلفزيون على مواعيد ثابتة ومعروفة، زي فيلم القناة التانية يوم الجمعة الساعة عشرة الصبح واللي في الغالب كان بيبقى فيلم أبيض وأسود، واحتمالية إنه يطلع فيلم “موعد في البرج” لسعاد حسني مش قليلة، وبعدين تروح لفيلم القناة الأولى الساعة واحدة وربع كل يوم والساعة تلاتة يوم الجمعة وفي الغالب كان بيبقى فيلم مُحطم للأمال.
وبالحديث عن يوم الجمعة فأنت عندك يوم دسم فيه لقاء الشيخ الشعراوي، وبرنامج عالم الحيوان –والفيلم المحبط- وبعدين تاخد قيلولة العصر وترجع تشوف مسلسل الساعة 8 مساءُا.
أغنيلك؟
لو حد جه قالك “كوفرتينا على العريس” هتقوله بابتسامة عريضة “موافقين” وهي بتجر وراها سيل من ذكريات الإعلانات والنغمات “شيكولاتة جيرسي واكلة الجو”، “ناموس عمال يقرص ياخويا”، “عبدالرحيم عمرو احتكم الأمر”، لحد ما دخلنا في مرحلة ما بعد الحداثة وبقى عمرو دياب بيسألنا كل يوم عشرات المرات “أغنيلك؟”.
تتر النهاية
التليفزيون نظريًا هو وسيلة ترفيهية، لكن عمليًا وعلى أرض الواقع تاريخه هو تاريخنا، زي ما هو بيحكي عننا وعن حياتنا في البرامج والمسلسلات، إحنا كمان ممكن نحكي قصة حياتنا ونعلمها بكل مرحلة من مراحل تطوره، كل لوجو قناة اتغير كنا في سنة كام؟ وبنعمل إيه؟ كل أغنية مسلسل كنا أيامها ساكنين فين؟ وبنقعد مع مين؟ اليوم العالمي للتيلفزيون زي ما هو احتفال بيه كاختراع، فهو احتفال شخصي لكل واحد فينا وحياته.