حلاوة الويك إند: كلام الليل مدهون بزبدة 

حلاوة الويك إند: كلام الليل مدهون بزبدة 

من المتعارف عليه إن فيه عالم موازي بيبدأ ما بعد منتصف الليل…

سلسلة من الأحداث والقرارات بتبدأ في الظهور مع الظلام الحالك والهدوء والسكينة، بعد ما يومك بكل اللي فيه بيبقى أوشك على الانتهاء.
وفيه مجموعة من الظواهر اللي نقدر نقول إنها بتحصل لمعظمنا مع الاختلافات الطفيفة اللي بتفرق من شخص للتاني… نيجي نستعرض الظواهر دي مع بعض حنلاقي…

رحلتي للتلاجة. 

أول ظواهر الحياة ما بعد منتصف الليل هو الجوع المفاجئ!!!
وهنا بيبقى فيه أنواع مختلفة من الناس فيه محبي السناكس الخفيفة ودوول بيكتفوا بزيارات خفيفة للتلاجة. يتطمنوّا على محتوياتها… يبقى حظهم حلو بشوية بواقي من غدا النهاردة وبيعدّوا ليليتهم.
فيه الهااردكوور طبعًا اللي ممكن يدبّوها جامد ويقوموا يطبخوا مثلًا او يطلبوا ديلفري.

عمرنا ما هنرجع زي زمان!!

مع نسيم الليل الرقيق وساندوتشات الجبنة السايحة بنبدأ نفكر في -استغفر الله العظيم- العودة لماضينا أو بمعنى آخر (العودة للإكسات)… تحت تأثير سحر الليالي وسماع الأغاني، ودي تستعيذ بالله من الشيطان كده في سرك وتشغّل رائعة الهضبة “عمرنا ما حنرجع زي زمان” أو الديڤا لما بتقول “وأديني سيبته وشوفت أهو محصلش حاجة” … وتلطش نفسك قلمين وأنسى القضية دي!

كتاب حياتي يا عين!

فيه بقى فقرة “انت فين يا نكد، وأنا اجري عليك” … سواء كنت بتدرس أو بتشتغل، ففترة ما بعد منتصف الليل بتمثّل بروچيكتور يتم عرض يومك من ساعة ما صحيت الصبح لوقتها بكل ما حدث فيه من مواقف وطرائف وغرائب… ورغم إن يومك قد يكون عادي بمقاييس البشر وخالي من أي مأسويات الحمدلله، إلا إن العقل البشري بعد الساعة ١٢ بالليل بيبدأ يكبّر المواضيع ويهوّل القصص ويضيف إكسترا كآبة.

 

 

كاريير شيفت ديليت.

وده لما بتبدأ تعدّي الساعة ٢ مثلًا بعد منتصف الليل وتبدأ تحس إن زمام الأمور بيفلت منك وإنك مش حتآخد كفايتك في النوم… فتبدأ بكل هدوء تحس انت فاضل لك كام يوم في رصيد أجازاتك، وواحدة واحدة الموضوع يوسع وتفكر هل انت محتاج الشغل ده أصلًا… والموضوع لا يتوقف عند هذا الحد بل يزداد عمقًا مع أسئلة كونية من نوع “هل انا أصلًا في المكان الصح؟ هل أنا بفيد البشرية؟ هل انا عقلي متاهة حلزونية؟” وهكذا.

،،

فترة منتصف الليل هي بوابة للخيال اللي بيآخدك ويوديك ويجيبك… فترة الأنتخة والسلام النفسي. بس ساعات إحنا بنآخد عقلنا وتفكيرنا في متاهات حلزونية لولبية وبالتالي نلاقي نفسنا وقعنا في أحزان إحنا في غنى عنها والله… ده إحنا ماشيين بالعلاج يا ناس!

فنصيحتي ليك عزيزي القارئ إنك تستمتع بالهدوء الليلي الجميل وتستحضر السلام النفسي وتشوفلك فيلم ولا مسرحية وتتغطى وتنام بدري.