اختراعات غيّرتنا بس اتغيرت

اختراعات غيّرتنا بس اتغيرت

“اللي يزيد عن حده ينقلب ضده” مثل مصري لخص معضلة وصف الحاجات اللي ممكن ما تبقاش مضرة بطبيعتها لكن كثافة استخدامها والطريقة هما اللي بيغيروا مصيرها.

حاجات كتير لو بصيت حواليك ممكن تستغرب من إن بدايتها ماكانتش كدة سواء لأن الغرض منها في الأول كان مختلف عن اللي حصل بالفعل، أو لأن الغرض دة طلع له آثار تانية جانبية ماكناش واخدين بالنا منها.
عشان كدة جمعنالك أهم الاختراعات اللي هتشوفها كل ما تبص حواليك!

1- السجاير:

في البداية كان شرب السجاير نوع من الأناقة الاجتماعية، كانت الإعلانات بتخاطت السيدات زي الرجالة لأنها كانت نوع من الوجاهة والرقي والتطور إن الست تكون بتدخن! 
على جانب تاني دة ما غيرش من واقع إن السجاير مضرة، لكن انتشارها الكبير وإدمان الناس لها بشراهة، أدى لظهور حالات مرضية ووفيات بسببها، ودة غيَر وضعها من إكسسوار جميل لعدو للإنسان، حتى العلب أصبح شيلها مش من الشياكة بسبب التحذيرات اللي بتستخدم صور قاسية عشان تمنع الناس من استخدامها.

2- الموبايلات الذكية:

عصر العلم جه وجاب معاه “السمارت فونز” أو الهواتف الذكية، واللي أصبحت بتتطور كل يوم عشان كل فكرة تخطر في دماغ الإنسان أو احتياج، يلاقي له إجابة في تليفونه.
ولأن تلبية الاحتياجات وحل المشكلات اللي الموبايلات دي قدمته يستحق الشكر، فاحنا جزء مننا ممتن تمامًا للتطور الجذري دة، لكن من ناحية تانية وبعد ما كل شخص لقى حياة كاملة بيقدمهاله تليفونه، دة اتسبب في انشقاق كبير في العلاقات الاجتماعية، وافتقاد للتواصل الإنساني الحقيقي، ويمكن دة بسبب إن لسة الإنسان ما وصلش للشكل النهائي اللي يقدر يدمج فيه الوسائل الجديدة مع حياته الطبيعية.

3- الفضائيات:

في البداية كان التيلفزيون ثم جاء كل شيء!
لو شوفت فيلم “الحفيد” هتلاقيه بينقلك صورة على الرغم من سرعتها لكن هي بتوصلنا جدًا التيلفزيون كان إيه وبدأ إزاي، وهو بيقدم إلحاح الأطفال على باباهم على يجيبوا التيلفزيون زي الجيران، وقد إيه اللي بيجيب التيلفزيون بيبقى قبلة أسرته وجيرانه وأصحابه عشان يجمعهم حواليه. 
فضل التيلفزيون ولفترة طويلة من بعد دخوله مصر في فترة الستينات مش بيقدم أكتر من قنوات معدودة بيتلم الناس حواليها أوقات الماتشات أو المسلسلات، لحد ظهور الفضائيات واللي كانت صايحة كبيرة ومن ضمن أيقونات العولمة لتوصيل العالم ببعضه واللي هي ممكن نقول عليها حاجة كويسة في أولها، لكن بعد تضخم عدد القنوات إلى ما لا نهاية وتشتت الانتباه بينهم، قل التركيز على المحتوى اللي بيتقدم سواء من طرف المشاهد أو أصحاب المحتوى.

4- الإعلانات:

مما لا شك فيه إن الإعلانات حاجة مبهجة وهنا بنتكلم عن إعلانات التيلفزيون، ولأن هدفها الأول هو مخاطبة خيالنا وإقناعه بحاجة، دة خلاها تنجح إنها تبقى جزء من حياتنا وإدراكنا حتى لو كان المنتج اللي بيتعلن عنه مش من ضمن اهتماماتك، ودة اللي خلاها كصناعة تكبر وتتضخم لحد ما أخدت حيز أكبر من الحاجة الأساسية اللي بنشوف عشانها التيلفزيون، واللي أصبح سلاح ذو حدين، لأن مع التضخم بيزيد الاهتمام بالجودة والفكرة، لكن الحد التاني إنها اتحولت لعنصر “تطفيش” متابعين التيلفزيون.

5- سور الأزبكية:

وهنا مش بنتكلم عن “الأزبكية” في حد ذاته، لكن عن أي منفذ بيع عريق، العادي فيه وجود درر الكتب والمكتبات بأسعار قليلة نظرًا لأن الكتب مستعملة، ودايمًا بيرافق النوع دة من التجارة ناس عندهم الإدراك الكافي لتقييم الكتاب والتعامل مع نوع معين من المهتمين، واللي بيتغير مع الوقت وبيتحول لتجارة عادية مقومها بشكل كبير الكتب المسروقة اللي بيتعاد طباعتها بمواد زهيدة عشان تتباع بسعر أرخص من الأصلي واللي بتتسبب مع الوقت في انهيار صناعة الكتب.

 

 

 

في النهاية دة مش معناه إن كل حاجة حلوة بالضرورة عمرها قصير، لكن زي ما بنقول “إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله!”.