
رمضان 2019.. خذوا الحكمة من أفواه الإعلانات
في الوقت الأخير أدرك صناع الإعلانات نقطة مهمة هي اللي بدأت تفلت من إيد صناع الدراما وهي إن الكلمة والكتابة والشغل على الفكرة لازم يكون له أولوية عن الإنتاج الضخم والإبهار البصري، عشان كدة قررنا نجمعلكم أهم الإعلانات طلعت بفكرة قوية أو شعار مختلف وتاهت جنب الإعلانات الجماعية للنجوم أو اللي بتعلن لمؤسسات ضخمة وبيستناها كل الناس.
في وقت ما يزيدش عن دقيقة قدم البنك الأهلي قصة بسيطة فيها أربع أبطال كل واحد فيهم حركته وانفعالاته وطريقة كلامه عملت لازمة جديدة تعلق مع الناس.
القصة لتلاتة حرامية في محاولة سطو مسلح على بنك بيكتشفوا إنه “مميكن” يعني بقى بيستخدم الآلة فقط ومش محتاج موظفين ولا خزن تتفتح وتتقفل، وعلى الرغم من إن كلمة زي “مميكن” كانت ممكن تبقى صعبة وتقيلة، لكن اللي فرق هنا كان آداء أحمد هزاع اللي عمل دور فرد الأمن وخلى الكلمة تريند.
على جانب تاني آداء اللصوص التلاتة اللي يخليك في وقت قليل تحس إن كل شخصية لها تاريخ تقدر تفهمه من الحدث، يعني تعرف مين القائد؟ مين الأقل ذكاء؟ مين اللي مش فارق معاه؟ وهنا بتبان شطارة الكتابة والإخراج.
– هاينز.. عصر جديد للطماطم
ممكن تعمل إعلان خفيف بالخلطات التقليدية للإعلانات، يعني لحن يعلق مع الناس وكلمات دمها خفيف، وشخصية تحكي من خلالها قصة، لكن اللي يبقى غير تقليدي ويضرب هو الشعار!
هاينز هنا بتعلن عن منتج جديد وهو طماطم معصورة لكن مش صلصة، وبتحكي القصة من خلال ستات البيوت اللي ممكن تفرق معاهم تفصيلة زي دي، وبتطلعهم الأبطال الخارقين اللي بيقدروا يعدوا من كل مصاعب إدارة البيت اليومية والأمومة فما ينفعش عصر الطماطم يبقى عائق قدامهم، ومن هنا قدمت شعار “عصر جديد للطماطم” واللي ممكن تتفهم إنها حقبة جديدة أو إنها طريقة جديدة لتحويل الطماطم لعصير.
– نسكافيه.. إنت أخويا ودايخ
رمضان السنة دي جاي في وقت إمتحانات فنسكافيه اختارت الطلبة عشان يبقوا هما أبطال إعلانتها اللي محتاجين نسكافيه عشان يفوقوا، وفي تلات إعلانات قدمت تلات حالات لتلاكيك الطلبة عشان ما يبدأوش مذاكرة.
يمكن إلى حد كبير طريقة الكلام دي أصبحت مكررة في الإعلانات في أخر كام سنة لكن دة ما يمنعش إنها مازالت مؤثرة ومضحكة، ووسائل التواصل الاجتماعي دلوقتي بقة مقياس للنجاح أما تلاقي جملة معينة تريند أو أصحابك بيردوا عليك بيها ونسكافيه السنة دي قدمت أكتر من جملة من النوع دة.
– كاريدج.. الهيتر دة روعة!
في أقل من يومين كان عم رأفت واحد من أبطال السوشيال ميديا، كاريدج جاية وعارفة إن لها منافس قوي في السوق وهو أطلب، وكان ضروري في إعلانها توضح إيه الإضافة اللي ممكن هي تقدمها، واختارت أشخاص شكلها مصري جدًا ومن فئات عمرية بعيدة عن الشباب اللي متعودين يتعاملوا مع التكنولجيا.
على الرغم من إن هنا كمان كان فيه نوع من التكرار لطريقة الكلام السريعة والمتداخلة، لكن الكتابة الحلوة والألشة والأداء اللي دمه خفيف خلى الشباب يتفهموا الإعلان تمامًا ويصقفوله، شخصية الابنة اللي هي بردو أربعينية، الباندا اللي نازلة من على السلم، الكلام المصري جدًا زي “إنت كمان عرفت الهيتر يا بابا؟”، “وإنتِ فتحتي الداتا من عندي؟” تعليقات شبابية على أعمار كبيرة عاملة خلطة ذكية وكوميدية.
وعلى جانب تاني أي شخص من الفئة العمرية الأكبر هيشوف نفسه في الإعلان وهيعرف إنه متوجه له وإنه يقدر يتعامل مع الأبلكيشن ويلبيله احتياجاته، ودي الميزة الإضافية اللي عن كاريدج وهي إنه ممكن يجيب أي طلب مش شرط حاجة من مطعم معين، وبكدة الإعلان قدر يوصل تقريبًا لكل الناس.
في النهاية موسم الإعلانات بحسناته وسيئاته أصبح جزء مهم من رمضان ومن اهتمام المشاهد، وبعد ما كانت الفواصل الإعلانية مصدر شكوى وملل لأنها بتفسد وقت المسلسلات، أصبحت مصدر بهجة، وكل موسم المنافسة بتزيد عشان تطلع أفكار مبتكرة أكتر وتعلق مع الناس أكتر.