المصريين ملوك الأرض… “العبد” تاني مصري على إيفرست

على الرغم من إن الرياضة بشكل عام من الحاجات اللي متفق عليها وعلى فايدتها في الحياة تقريبًا من كل الناس،
إلا إن فيه أنواع منها ممكن تدخل في خانة المختلف عليه من أوسع أبوابه،
لأنها مثلًا ممكن تحتاج وقت مستقطع ومتواصل من حياتك كلها مش مجرد ساعة أو اتنين في اليوم،
عايزة مجهود شاق مش بيتكلل بنتيجة سريعة أو فورية،
عايزة إنك تشوفها مش مجرد تجربة جسدية وجسمك مش بس هو نقطة قوتك فيها لكن كمان روحك وعقلك.

عشان تجمع المتطلبات دي وتحب رياضة زي تسلق الجبال لازم يكون عندك إجابة أنا ليه بعمل كدة؟
وإزاي وصلت هنا؟ وإزاي ممكن حرفيًا أوصل لأعلى وأبعد من كدة؟

عشان نجاوب على الأسئلة دي ما لقيناش أفضل من شريف العبد تاني متسلق مصري يوصل لقمة جبل إيفرست في إبريل 2019 بعد 12 سنة من نجاح عمر سمرة في الوصول لنفس الهدف.

عندي 37 سنة، معايا بكارليوس هندسة مدنية، بشتغل في دبي من 10 سنين،
مدير استراتيجي للتصنيع في شركة “Oracle”،
وهي وظيفة بدوام كامل لها متطلبات كتير بمسؤوليات إقليمية، سفر كتير، وقدرة على التعامل مع أكتر من فريق عمل.

أنا عمري ما كنت شخص جبلي أو حتى رياضي، لحد سبتمبر 2016 أما رحت أجازة عيد عادية مع أهلى لمصر،
في الوقت دة بدأ اهتمامي وشغفي بالموضوع يزيد بالتدريج،
وخططت لرحلة تسلق جبال في نيبال.. بس قبل الوقت دة ماكنتش اعرف أي تفاصيل عن تسلق الجبال أو المجهود اللي محتاجه عشان توصل لقمة إيفرست!

أول مكان مرتفع اوصله كان حلبة تل بون في أنابورنا، في نيبال،
بس أول قمة جبل كانت لجبل توبقال في المغرب سنة 2017.

في أبريل 2018 كنت بتعشى مع شريكتي في رحلات التسلق،
وفكرنا إننا ممكن نروح جبل إيفرست بدل رحلتين تسلق تانيين كنا هنعملهم لجبل كارستنز وإنتاركتيكا،
الاتنين تقريبًا هيوصلوا نفس التكلفة لكن التحدي أكبر بكتير!

تحمسنا للفكرة جدًا، وقررنا إننا لازم هنكون من اللي بيحاولوا الوصول للقمة دي السنة الجاية.

تجهيزاتي كانت أكتر من نوع، الأول كان رحلات تسلق متنوعة خلال السنة اللي قبل إيفرست،
روحت جبال الهمالايا في الشتا عشان اختبر عقلي وجسمي في الظروف المتطرفة والقاسية،
عملت 3 رحلات تسلق لألاسكا وقيرغيزستان بجانب الهمالايا في نيبال.

في الفترة دي استهلكت كل يوم في أجازتي السنوية بجانب الأجازات الرسمية والدينية في حاجة واحدة وهي التسلق!

النوع التاني من التجهيزكان التدريب الأسبوعي،
كان عندي روتين أسبوعي مكثف محتواه الجري على المرتفعات في ظروف قاسية،
كنت بشترك في حوالي 3 أو 4 سباقات جبلية فائقة السرعة كل سنة، وبجري حوالي 100 كيلومتر في الأسبوع، بجانب الجيم 3 أو 4 مرات.

ومش معنى كدة إن الجري في المطلق ضروري لـ”إيفرست”،
لكن التدريب بالشكل دة كان بيجمعلي بين شغفي الكبير بالجري وإدماني على تسلق الجبال..
التدريب بشكل احترفي ومنظم على الجري في المرتفعات بيساعد بشكل كبير ومحوري في تسلق الجبال.

قبل الرحلة كان التحدي الأكبر مالوش علاقة بالتدريب لكن بالشغل!

الأول ضمان شهرين أجازة من وظيفتي كان حاجة مش سهلة، عشان كدة ممتن لمديري اللي كان داعم ومقدر ليا طول الوقت.. تاني حاجة إني ما قدرتش طول الوقت التزم ببرنامج التدريب بسبب ضغط الشغل وكان بيضيع مني حاجات بسببه.

في وقت الرحلة كان التحدي الرئيسي والكبير هو الرجوع لمعسكر التخييم بعد الوصول للقمة، لأن الجسم بيكون وصل لذروة الإرهاق، محروم من التغذية السليمة، والرئتين مليانين بالهوا الجاف.. دة بيأكد حقيقة إن النزول أصعب كتير من الطلوع.

جملة واحدة .. “إنجاز حقيقي”.. في إيد كنت شايف علم مصر للمرة التانية في التاريخ على القمة،
وفي الإيد التانية كنت شايف كل المجهود ومحاولة تنظيم الوقت والموازنة بين الشغل والتمرين وحياتي الاجتماعية،
كل دة وصل لهدفه.. ممكن اتمنى إيه تاني!

“إيفرست” كانت تجربة طويلة وشاقة، وأكيد زودت كتير عندي مستويات القدرة على التحمل،
في اللحظات دي بتبص لحياتك كلها، علاقاتك، تعاملاتك، أفعالك.. كل حاجة كنت بتعملها وإنت قاعد مكانك في مستوى سطح البحر.. دة بيخليك تقدر كل تفصيلة كنت واخدها كشيء مفروغ منه في حياتك وتمتن ليها.

ممكن تتابع تدريبات “شريف” ومغامراته عن طريق حسابه الرسمي والخاص على إنستجرام:
https://www.instagram.com/sherief82/