السر ورا منطقة كوم الشقافة: وقعة الحصان بألف

السر ورا منطقة كوم الشقافة: وقعة الحصان بألف

في محاولة من اللي قبلنا عشان يلاقوا تبرير منطقي للظواهر غير المنطقية قالوا إن الحظ هو التقاء الفرصة مع المجهود، وعلى الرغم من منطقية دة ووضوحه الظاهر، إلا إن الجملة بتحمل عدد لا نهائي من الاحتمالات اللي ممكن ما تجيش في بالك، واللي كانت لها تأثير كبير في تغيير مجرى التاريخ مرارًا وتكرارًا.

وهنا هنرصد صدفة اتكررت مرتين وكان لهم أثر عظيم على معرفة شكل تاريخنا الفرعوني كما هو الآن!

الإسكندرية

28 سبتمبر 1900

المعادلة بتاعتنا كانت بدأت أركانها هنا بالمجهود اللي بدأ قبلها بـ8 سنين في منطقة “كيرامايكوس” كرموز حاليًا في الإسكندرية أو “كوم الشقافة” واللي كانت جزء من قرية اسمها “راكوتيس” أو”راقودة”، بعمليات حفر وتنقيب عن الآثار الوارد وجودها في المكان دة واللي ما نجحتش في الوصول للمقبرة لحد سنة 1900.

الفرصة هنا جت في صدفة حصلت لحمار وهو ماشي  والحظ إنه يقع في حفرة عمقها 12 متر وأثناء محاولة الأهالي إنهم ينقذوه اكتشفوا إنها المدخل الرئيسي لأقدم مقبرة في الإسكندرية بتنتمي للقرن الثاني الميلادي وأهمهم لأنها بتجمع بين المعمار الفرعوني والروماني.

اتسمت “كوم الشقافة” بالاسم دة بسبب شقافات الأواني والخزف اللي كانت متراكمة في المنطقة دي ومغطياه تمامًا، وبتتكون من تلات طوابق تحت الأرض ومدخل رئيسي من فوقها، أهم جزء موجود في الدور التاني تحت الأرض وهو حجرة الدفن وقلب المجموعة الجنائزية، وكان فيه أراء بتعتقد إن كان فيه دور تاني فوق سطح الأرض واتهدم.

الزخارف والنقوش جوة المقبرة بترجح إنها ما اتبنتش مرة واحدة، لكن على مراحل زمنية مختلفة، وكانت في الأول مقبرة خاصة وبعدين اتحولت لجبانة أو مدافن عامة.

الاكتشاف بدأ في 1900 لكن تم استكمال عمليات التنقيب سنة 1942 بقيادة آخر مدير أجنبي للمتحف اليوناني الروماني آلان رو عام 1941.

4 نوفمبر 1922

“- هل وجدت شيء؟

– نعم.. أشياء مذهلة!”

بعد 22 سنة من واقعة حمار كوم الشقافة، كان هاورد كارتر عالم الأثار الإنجليزي الشهير في وادي الملوك في الأقصر وصل لطريق مسدود بعد 15 سنة بيسعى ورا حلمه إنه يلاقي مقبرة الفرعون الصغير اللي اتولى الحكم بعد “إخناتون” واللي كان مازال مفيش معلومات كافية عنه وقتها، لكن الحظ اللي اختار عربية كارو في الإسكندرية، اختار حصان “كارتر” عشان يعيد الكرًة تاني ويقع في كوم رملي يطلع السلم المؤدي لباب أول مقبرة ملكية كاملة ما اتلمستش بكل كنوزها والرسومات على جدرانها ومومياء الملك الشاب.

يوم 22 نوفمبر كان “هاوارد” في مقدمة البعثة وكسر في الزاوية الشمال لباب المقبرة ظهر منه الكنوز الموجودة جوة وختم توت عنخ آمون اللي كان واضح، ولأن كان شائع إن معظم المقابر اللي بيتم اكتشافها بتكون مخابيء أو مقابر ملكية اتسرقت قبل كدة من لصوص المقابر – واللي بسببهم غيًر الملوك طريقة دفنهم من الأهرامات الضخمة لسراديب تحت الأرض- سألوا “كارتر” السؤال الشهير:

لقيت حاجة؟

قالهم حاجات مذهلة!